وٍرٍدُة آلخٍلدُ ( ـمستشارـالمنتدى )
وسام : عدد المساهمات : 8925 نقاط : 18911 لونك المفضل : المهنه : الموقع : فى عالم الهدوء توقيع : لاياس مع الحياة ولا حياة مع الياس
بطاقة الشخصية عارض: (0/0)
| موضوع: أضواء من أسرار الحجّ 11/8/2010, 10:11 pm | |
| بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
إنّ جميع الأنبياء قد بعثوا لمحاربة الشرك، وعبادة الأصنام، ولفهم هذا الأمر بشكل واضح يكفينا مطالعة هذه الآية الشريفة:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون}1.
إنّ هذه الآية المباركة توضح وبشكل جليٍّ، بأن من أهم واجبات الأنبياء إزالة مظاهر الشرك بأنواعه كافة في كلّ آن ومكان.
من هنا ومن خلال أخذ هذا الأصل بنظر الاعتبار، فإنّ بعض الأعمال في الصلاة ومراسم الحج تبدو في ظاهر الحال وكأنها لا تتلائم مع مبدأ التوحيد; من قبيل: التوجه نحو الكعبة أثناء الصلاة، وما هي سوى أحجار وطين، أو لمس «الحجر الأسود» باليد الذي لا يعدو كونه جماداً ليس إلاّ، أو السعي بين جبلي «الصفا» و «المروة» وغيرها من الأعمال. وعليه يفرض هذا التساؤل نفسه، ما هو السرّ الكامن في هذه الأعمال والواجبات؟ وما هو وجه الاختلاف بينها وبين أعمال المشركين؟
وقبل البدء في بيان أسرار هذه الأعمال، نُشير إلى أن هذا التساؤل سبق أن طرح قديماً. ففي عصر الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حضر ابن أبي العوجاء ـ رئيس الماديين آنذاك ـ مع جماعة من أصحابه عند الإمام الصادق(عليه السلام)، وتوجّه له بالسؤال التالي: «يا أبا عبد الله! إنّ المجالس أمانات، ولابد لكلّ من به سعال من أن يسعل أتأذن لي في الكلام؟
فقال: تكلّم، فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدّر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر، إن مَن فكّر في هذا وقدّر علم أن هذا فعلٌ أمسه غير حكيم ولا ذي نظر. فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسّه وتمامه فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إنّ مَن أضلّه الله وأعمى قلبه استوخم الحق، ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليّه وربّه وقرينه، يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره. وهذا بيت استعبد الله به خلقه; ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محلّ أنبيائه، وقبلة للمصلّين إليه، فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال، ومجمع العظمة والجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام فأحقّ من أطيع فيه أمر، وانتهى عما نهى عنه وزجر الله المنشئ للأرواح والصور»2.
فمن خلال المنطق القويم والحديث الحكيم، كشف الإمام الصادق (عليه السلام)النقاب عن بعض أسرار الحج. حيث سننقل نفحات ورشحات من حديثه المبارك وسائر أئمة الهدى، الوارد في الإجابة عن هذا السؤال: والهدف المتوخى من وراء هذا النقل، الإشارة إلى قِدَمِ هذا السؤال، ليتّضح لنا بأن هذه التساؤلات، كان لها حضورٌ في أذهان الناس.
1 ـ سرّ التوجّه إزاء الكعبة أثناء الصلاة:
على العكس ممّا كان يجول في ذهن ابن أبي العوجاء، المادي المعروف في عصر الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، فانّ الهدف من التوجه نحو الكعبة أثناء الصلاة، لا يعني عبادة الكعبة أو حجرها وطينها. فإنّ جميع المصلّين يعبدون الله تعالى، وحال توجههم نحو الكعبة، فإنّ الجميع يخاطب الله الواحد الأحد بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}والعلة في توجهنا نحو الكعبة حال الصّلاة، تكمن في أن الكعبة تعدّ أقدم معبد وبيت للتوحيد، بني بأيدي أنبياء الله العظام للموحّدين من أهل الأرض، ولا يسبقه في هذا القِدَم أيّ معبد آخر، كما يقول القرآن الكريم:
{انّ أوّل بيت وضع للناس لَلَّذي ببكّة مباركاً وهدًى للعالمين}3.
إنّ الشريعة الإسلامية المقدّسة، ومن أجل إيجاد الوحدة بين المصلّين، وتوحيد صفوف المتوسّلين، أوجبت على الجميع أداء الصلاة بلغة واحدة، والتوجّه إلى أقدم المعابد حال الصلاة، لتحفظ من خلال هذا السبيل وحدتهم حال العبادة والتعبّد; أي أن يتفوّه ملايين البشر في آن واحد بكلام واحد، ويتّجهون نحو نقطة واحدة. وأن يعلنوا وحدتهم واتّحادهم بشكل واضح وعلني. وبناءً على ذلك، فإنّ التوجّه نحو هذا المعبد ليس بمعنى عبادته، بل بمعنى جعله رمزاً لوحدتهم واتّحادهم حال العبادة.
لقد كان المسلمون في صدر الإسلام، يقيمون الصلوات جماعة، وصلاة الجماعة من المستحبّات المؤكدة في الإسلام. فلو أراد جمعٌ أداءَ فريضة ما معاً، عليهم أن يتوجهوا جميعاً إلى وجهة واحدة، وبغير هذه الصورة لا يمكن أداء الفريضة.
إنّ نبي الإسلام والمسلمين جميعاً، ظنّوا يصلّون لفترة من الزمن متّجهين في صلاتهم تلك نحو «المسجد الأقصى» إلاّ أنّه وبعد سبعة عشر شهراً من تاريخ الهجرة، جاء الأمر بأن يتّجه المسلمون نحو المسجد الحرام والكعبة حيثما كانوا، لأسباب وعلل ذكرت في محلّها قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : {... فولّوا وجوهكم شطره ...}4.
لقد ذكّر الإمام الصادق (عليه السلام)هذا المعترض المادي في عصره بواحدة من أسرار التوجه نحو الكعبة حال الصّلاة وقال: «وهذا البيت استعبد الله به خلقه; ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثّهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محلَّ أنبيائه، وقبلة للمصلّين إليه. فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي إلى غفرانه».
يتـبع .. | |
|
وٍرٍدُة آلخٍلدُ ( ـمستشارـالمنتدى )
وسام : عدد المساهمات : 8925 نقاط : 18911 لونك المفضل : المهنه : الموقع : فى عالم الهدوء توقيع : لاياس مع الحياة ولا حياة مع الياس
بطاقة الشخصية عارض: (0/0)
| |
yousef ali مشرف
وسام : عدد المساهمات : 2039 نقاط : 7850 لونك المفضل : المهنه : الموقع : ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب العمر : 49 برمجة كمبيوتر
بطاقة الشخصية عارض: (10/50)
| موضوع: رد: أضواء من أسرار الحجّ 11/9/2010, 6:38 pm | |
| بارك الله فيج وحقق كل امانيج اختي تسلم ايديج علتنزيل تحياتي
| |
|
وٍرٍدُة آلخٍلدُ ( ـمستشارـالمنتدى )
وسام : عدد المساهمات : 8925 نقاط : 18911 لونك المفضل : المهنه : الموقع : فى عالم الهدوء توقيع : لاياس مع الحياة ولا حياة مع الياس
بطاقة الشخصية عارض: (0/0)
| موضوع: رد: أضواء من أسرار الحجّ 11/17/2010, 10:52 pm | |
| أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
دمتم بخير وعافية
لكم خالص احترامي | |
|