2 ـ التأكيد على ماساة الامام الحسين (عليه السلام)فما دام هناك حرية فلابد من ربط الاُمة بأعظم شهيد في الانسانية ، فكان يعقد مجالس الرثاء والعزاء أيّام محرّم الحرام في بيته ويدعو الشعراء لرثاء الحسين (عليه السلام)ومن هؤلاء الشعراء دعبل الخزاعي عندما جاء الى الامام الرضا (عليه السلام)وأنشده قصيدته العصماء التي يقول فيها :
مدارس أيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات
لال رسول الله بالحنيف من منى ... وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد ذي الثفنات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً ... وقد مات عطشاناً بشط فرات
اذن للطمت الخدّ فاطم عنده ... وأجريت دمع العين في الوجنات
توفوا جميعاً عطاشا بالفرات ... فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتيثم أضاف اليه الامام الرضا (عليه السلام)بيتين من الشعر لتكتمل اللوحة فقال الامام (عليه السلام) :
وقبر بطوس يا لها من مصيبة الحت على الاحشاء بالزفرات
الى الحشر حتى يبعث الله قائماً يفرّج عنّا الغم والكربات
فاستغرب دعبل وقال : سيدي لمن هذا القبر ؟ فقال الامام : انه قبري وهكذا كان الامام الرضا (عليه السلام)يوسع المأساة ويؤكد مظلومية أهل البيت ، وكانت مثل هذه القصائد التي تتضمن العقائد الحقة والفضائل الشريفة تنتشر انتشاراً واسع النطاق بفضل تلك المجالس التي يعقدها الامام الرضا (عليه السلام)فتؤثر تأثيراً ايجابياً في الناس .
كرامة للرضا (عليه السلام) في البلاط الملكي:
لقد كان أكثر بني العباس يكرهون الرضا (عليه السلام)لخوفهم بإنّه سيأخذ الخلافة من أيديهم ، وكان المأمون قد أمر الخدام والحشم أن يقوموا للامام الرضا (عليه السلام)اذا دخل ويرفعوا له الستائر الموضوعة على الابواب إحتراماً وإكراماً له ، فتعاقدوا يوماً أن لا يرفعوا له الستائر فجاء الامام الرضا (عليه السلام)ودخل في الدهليز فقاموا اليه وسلموا عليه ولم يرفعوا له الستائر فجاءت ريح من خارج القصر ودخلت في الدهليز ورفعت الستائر للامام الرضا (عليه السلام)وعندما خرج أيضاً بعث الله تعالى ريحاً رفعت له جميع الستائر فتعجب بني العباس والخدام فقال بعضهم : انّ لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية أنظروا الى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين إرجعوا الى ما كنتم عليه من خدمته فهو خير لكم .
نعم فكما سخّر الله تعالى الريح للنبي سليمان (عليه السلام)كذلك هي مسخرة لال محمد (عليهم السلام) .
استشهاد الامام الرضا (عليه السلام):
عندما رأى المأمون انّ خطته في ولاية العهد لم تنجح بل ظل الامام الرضا (عليه السلام)محترم الجانب عند المسلمين ومن أحب الناس اليهم ورأى انّ القواعد الشيعية أخذت بالاتساع على رغم كل المحاولات التي بذلها للحيلولة دون ذلك قرّر أن يتخلّص من الامام الرضا (عليه السلام)وكان المأمون قد تدرّب وتعلم من أبيه هارون في كيفية التخلص من المناوئين له ، فاستخدم نفس تلك الطريقة اذ دسّ السم في بعض الاكل وأمر الامام الرضا (عليه السلام)أن يأكل منه فأكل منه الامام فسرى السم في جميع جسمه الطاهر حتى ضعف بدنه الطاهر واُغمي عليه مرات الى أن استشهد (عليه السلام)وقامت الصيحة في طوس وهرع الناس الى بيت الامام الرضا (عليه السلام)ونقم الناس من المأمون العباسي وكان الامام قد أوصى قبل وفاته بمحل دفنه وقد عينه لبعض أصحابه وأخبرهم انّ قبره محفور مهيأ من قبل الله تعالى لانّه من بقاع الجنة وبالفعل فقد وجد قبره هكذا وتم دفنه في طوس .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/url]
تُقرّبك الذكرى وإن بعد العهدُ ... وفي ذكريات الروح يقترب البعد
أقام لك الايمان في القلب كعبةً ... يطوف الثنا فيها ويسعى لها الحمد
بحبِّك جربتُ المقاييس كلها ... فخابت ، ولم يظهر لامادها حد
ستبلى معي الدنيا ، وحبّك بعدنا ... سيبقى الى أن ينفض الجسد اللحد
هو الدين أهداني اليك ، فأبصرت ... بك النفس ما يسعى له الشاعر الفرد
الى الله أسعى في ولائك مخلصاً ... به ، وشفيع الحبِّ ليس له ردّ
فما أنت إلاّ السبط سبط محمد... وشبل علي ، قدّس الابُ والجدّ
ترعرعت في حجر النبوة ناشئاً ... الى أن أباح الكُمّ ما أضمر الورد
أثار ـ ابن عفّان ـ على الحكم فتية ... أطلت ( عليّاً ) نارها وهي تشتدّ
الى أن اراقت في الصلاة دماءه ... فضاعت ولم ينشر لثاراتها بند
وقام ابنه بالامر ، والحرب تصطلي..بنيرآنها، شيبُ العراقين والمُرد.
فهاتيك خيل الشام تنهب مالها .. وتفعل فيها ما أباح لها الحقد
نسألكم الدعاء