بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين
ببالغ الحزن والأسى نرفع أحر التعازي القلبية إلى مولانا وسيدنا صاحب العصر والزمان روحي فداه (عج) وإلى نوابه وولي أمر المسلمين والمراجع العظام والعلماء العاملين والمجاهدين واليكم منتسبي منتدى كرباباديات وسائر المؤمنين والمؤمنات بمناسبة استشهاد نبي الله يحيى ابن زكريا عليه السلام
واليكم القصة كما نقلت :
نبذة:
ابن نبي الله زكريا ولد استجابة لدعاء زكريا لله أن يرزقه الذرية الصالحة فجعل آية مولده أن لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا وقد كان يحيى نبيا وحصورا ومن الصالحين كما كان بارا تقيا ورعا منذ صباه.
سيرته:
ذكر خبر ولادة يحيى عليه السلام في قصة نبي الله زكريا وقد شهد الحق عز وجل له أنه لم يجعل له من قبل شبيها ولا مثيلا وهو النبي الذي قال الحق عنه: (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)..
ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله أوتي يحيي حنانا من لدن الله والعلم مفهوم والحنان هو العلم الشمولي الذي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها كأن الحنان درجة من درجات الحب الذي ينبع من العلم.
ولقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النسك والزهد والحب الإلهي.. هو النبي الناسك كان يضيء حبا لكل الكائنات وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها في بلاط ملك ظالم بشأن أمر يتصل براقصة بغي.
فضل يحيى عليه السلام:
يذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة كان يحيي معاصرا لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالة أمه)..
وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما
فقال عيسى ليحيي: استغفر لي يا يحيي.. أنت خير مني.
قال يحيي: استغفر لي يا عيسى. أنت خير مني.
قال عيسى: بل أنت خير مني.. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
تشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.
قال قائل: موسى كليم الله.
وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء فتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي أين الشهيد ابن الشهيد؟ يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب أين يحيي بن زكريا؟
نشأته:
ولد يحيي عليه السلام.. كان ميلاده معجزة.. فقد جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من الذرية.. وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا.
ولد يحيي عليه السلام فجاءت طفولته غريبة عن دنيا الأطفال.. كان معظم الأطفال يمارسون اللهو أما هو فكان جادا طوال الوقت.. كان بعض الأطفال يتسلى بتعذيب الحيوانات وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها وحنانا عليها ويبقى هو بغير طعام.. أو يأكل من أوراق الشجر أو ثمارها.
وكلما كبر يحيي في السن زاد النور في وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام وكان يحيي يحب القراءة وكان يقرأ في العلم من طفولته.. فلما صار صبيا نادته رحمة ربه: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
صدر الأمر ليحيي وهو صبي أن يأخذ الكتاب بقوة بمعنى أن يدرس الكتاب بإحكام كتاب الشريعة رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبي.. كان أعلم الناس وأشدهم حكمة في زمانه درس الشريعة دراسة كاملة ولهذا السبب آتاه الله الحكم وهو صبي.. كان يحكم بين الناس ويبين لهم أسرار الدين ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من طريق الخطأ.
وكبر يحيي فزاد علمه وزادت رحمته وزاد حنانه بوالديه والناس والمخلوقات والطيور والأشجار.. حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة.. كان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب وكان يدعو الله لهم.. ولم يكن هناك إنسان يكره يحيي أو يتمنى له الضرر كان محبوبا لحنانه وزكاته وتقواه وعلمه وفضله.. ثم زاد يحيي على ذلك بالتنسك.
وكان يحيي إذا وقف بين الناس ليدعوهم إلى الله أبكاهم من الحب والخشوع وأثر في قلوبهم بصدق الكلمات وكونها قريبة العهد من الله وعلى عهد الله..
وجاء صباح خرج فيه يحيي على الناس.. امتلأ المسجد بالناس ووقف يحيي بن زكريا وبدأ يتحدث قال: إن الله عز وجل أمرني بكلمات أعمل بها وآمركم أن تعملوا بها أن تعبدوا الله وحده بلا شريك فمن أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده فراح يعمل ويؤدي ثمن عمله لسيد غير سيده أيكم يحب أن يكون عبده كذلك ؟ وآمركم بالصلاة لأن الله ينظر إلى عبده وهو يصلي ما لم يلتفت عن صلاته فإذا صليتم فاخشعوا وآمركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك جميل الرائحة كلما سار هذا الرجل فاحت منه رائحة المسك المعطر وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه أعداؤه فأسرع لحصن حصين فأغلقه عليه وأعظم الحصون ذكر الله ولا نجاة بغير هذا الحصن.
مواجهة الملك:
كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه وكان الفساد منتشرا في بلاطه وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه حيث أعجبه جمالها وهي أيضا طمعت بالملك وشجعتها أمها على ذلك وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم فأرد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.
لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام فلقد كانت بغيّ فاجرة لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف فغضب الملك وأسقط في يده فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسهن فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي وأغرته إغراء شديدا فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب وقتلوه وقدموا رأسه على صحن للملك فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام
عظم الله أجورنا وأجوركم في استشهاد النبي يحى عليه السلام
وهناك تشابه كبير بين مقتل النبي يحيى (ع) ومقتل الامام الحسين (ع)
النبي يحيى (ع) قطع رأسه بسيف الظالم لأنه رفض الظلم والفجور ووضع رأسه في طشت من الذهب وبكت له السماء دماً
والحسين (ع) ايضاً قطع رأسه ووضع في طست الذهب وبكت له السماء دماً
النبي يحيى قتل وحده
لكن الامام الحسين قتل معه اولاده واخوانه وانصاره
وركب الشمر فوق صدره وقص راسه وهبر اوداجه وما كفاهم كل هذا داسوا بالخيل جسمه ورضضوها بحافر الخيل
والاعظم زينب تنظره وقلبها منفطر
وبعد كل هذي المصايب حرقوا خيامه وعيلته سلبوها وساقوهم في الامصار والاسواق وقدامهم الروس و راس الشهيد معلى فوق لرماح يتلو القرآن ودخلوهم على الطاغي يزيد في ذله وكسيرة , والرجس حامل قضيبه ويضرب الراس
لايوم كيومك يا ابا عبدالله (ع)