كبار السن يعتبرونها مصدر رزق والشباب يرونها «هواية»

رغم تطور وسائل المواصلات وانتشار أنواع وأشكال كثيرة من السيارات إلا أن الدراجات النارية ذات الموديلات القديمة، لا تزال صامدة كوسيلة مهمة من وسائل المواصلات والنقل لدى الكثير من الناس خصوصا من ذوي الدخل المحدود في البلدات والأحياء الشعبية في المدن.
وفي هذه الأيام تحولت «النارية» إلى حاجة ووسيلة خاصة لدى الجيل القديم، كما أنها فرضت نفسها بقوة في أوساط الشباب كهواية رياضية انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بأسماء وموديلات وأشكال مختلفة وعديدة، وعالم الدراجات في الأحساء حاله لا يختلف عن بقية مناطق ومحافظات المملكة، فالبعض يتخذ الدراجة النارية وسيلة خاصة للمواصلات، وآخرون يمتلكونها من أجل لقمة العيش ومصدر رزق وذلك عن طريق العمل بها، أما فئة الشباب وهم الأكثر اقتناء لها، يعتبرونها هواية ورياضة محببة انتشرت بينهم بصورة ملفتة يمارسونها ضمن القوانين المرورية.
وبعض منهم يستخدمونها لمضايقة الآخرين، ومع هذا التنوع في أغراض استخدام الدراجات النارية نلتقي بعدد من مستخدميها من الجيل الأول والشباب.
وسيلة نقل ومصدر رزق
عيسى عبدالله بن عيد»60»عاما يقول: إن الغرض من شراء الدراجة النارية هو من أجل النفع والاستنفاع بها، فهي الوسيلة الرسمية لتنقلاتي اليومية من البيت إلى مزرعتي الصغيرة الواقعة في أطراف بلدة المركز «شرق الأحساء» كما أنها مناسبة جدا للأزقة الضيقة حيث أسكن وسط البلدة القديمة، وتابع العيد حديثه حول دراجته النارية الصغيرة قائلا، اشتريت هذه الدراجة لعدم قدرتي المادية لشراء سيارة، مشيرا إلى أنها تكون في بعض الأحيان مصدرا للرزق، وقال: أنقل عليها بعض الحاجيات وتوصيل الطلبات لأهل الخير في البلدة، بمقابل مادي يعينني على أعباء الحياة، كما أني استخدمها في مشاويري الخاصة للتنقل بها بين البلدات القريبة من محيط سكني، كما هو الحال للكثير من أصحاب الدراجات من كبار السن، لكن العيد له عتب شديد على الشباب عندما حولوا هوايات ركوب الدراجات النارية من وسيلة مواصلات وانتفاع إلى وسيلة تحصد أرواح الشباب من خلال التهور وعدم التقيد بقوانين المرور، مؤكدا أن الدراجات الشبابية أصبحت مصدرا لإزعاج الآخرين.

40 عاما وسيلة تنقلي
موسى كاظم القطان «62» سنة،موظف حكومي متقاعد، حدثنا من على ظهر دراجته النارية موديل 70، يقول ، على مدار فترة عملي الطويلة في بلدية الجفر لم أعرف وسيلة أخرى للوصول إلى العمل والتنقل في مشاويري العملية واليومية غير الدراجة النارية، وكنت امتلكها منذ زمن الشباب، وكانت دراجتي ضمن عدد قليل من الدراجات في مدينتنا، وقد استخدمتها أكثر من 40 عاما ولم استبدلها وهي ما زالت بحالة جيدة بفضل الصيانة الدورية والطارئة لها، وإلى يومنا هذا أمارس ركوبها بدون خجل أو استحياء، ويضيف القطان، ان الدراجات النارية أصبحت حلا ملائما لمن لا تسمح له ظروفه المادية بامتلاك سيارة، مشيرا إلى أن دراجته في يوم ما أنقذت طفلا صغيرا من الموت حينما احتاج نقله إلى المستشفى في ظل عدم توافر سيارة في تلك اللحظة حيث قام بإيصاله على الدراجة للطوارئ في الوقت المناسب، كما تحدث القطان عن دور الدراجة في اختزال الوقت حيث أكد أنها عملية جدا في الأماكن الضيقة وأثناء ازدحام السيارات داخل المدن في المناسبات العامة والأعياد، وعلق القطان حول استخدام دراجته كمصدر للرزق، قال الحمد لله حالتي المادية جيدة وهدفي من شرائها للاستخدام الشخصي فقط لكنها رهن اشارة الجيران في أي خدمة وتحت الطلب دائما في توصيل بعض الأغراض ومنها عبوات الغاز وغيرها.

اتهامات مبالغ فيها
وعلى الجانب الشبابي رفض جاسم إبراهيم العاشور «عشريني» حيث يمتلك دراجة شبابية الاتهامات الموجهة للشباب بالتهور والإزعاج، وقال لا تنطبق تلك الاتهامات على شريحة الشباب جميعها فهناك الكثير من يمتلك الدراجة النارية ويلتزم كثيرا بالقوانين المرورية، ومقابل ذلك يوجد من هم خارجون عن إطار الهواية والرياضة ، الذين لا يراعون شعور المجتمع ومستخدمي الطريق، وعني شخصيا فإني استخدم دراجتي منذ أكثر من أربع سنوات لأغراض رياضية وترفيهية فقط ، بعيدا عن الأحياء السكنية أو الطرق المزدحمة حتى لا تكون هذه الهواية التي أحبها وأمارسها سببا في الحوادث المرورية أو خلق الاختناقات المرورية، ولم يتوقف العاشور على دفاعه عن أقرانه، بل وجه لهم نصيحة، لتغير الصورة النمطية التي انطبعت في أذهان المجتمع حول رياضة الدراجات النارية وذلك بتوخي الحذر والقيادة بسرعة معقولة خصوصا داخل الأحياء السكنية، مع ارتداء الملابس الخاصة بالسلامة للحفاظ على سلامتهم.

يفضل النارية
ويقول الشاب عبد المنعم حسين المريحل، انه وجد استعمال الدراجة النارية أفضل من سيارته اليابانية ، بالرغم من كونها تتمتع بمواصفات شبابية، ويضيف عبد المنعم بالقول، لا يمكن أن أتخيل حياتي بدون دراجة نارية حيث أفضلها على السيارات، لأن فيها إشباع لهوايتي واستخدامها كوسيلة مواصلات خصوصا في النوافذ الداخلية الضيقة، مشيرا إلى أنه لن يكون مصدر إزعاج للآخرين وإن كلفه ذلك تركه هذه الهواية.