فارس الأحلام يدغدغ عاطفة الفتيات على الشاشة

الأستاذ جابر بن محمد الحربي المحاضر بقسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة قال: القنوات الفضائية تمتلك القدرة على الوصول إلى كل فرد منا بعيدا عن الرقابة, كما تمتلك القدرة على تغيير المواقف والاتجاهات والقيم وبعض أنماط السلوك, ولاشك أن ما تعرضه القنوات الفضائية من مسلسلات وبرامج تؤثر في تشكيل شخصية المتلقي بشكل أو بأخر مشيرا إلى خطورة أن يتجاهل الآباء دور القنوات الفضائية في حياة أولادهم, في وقت بات التلفزيون يحتل حيزا كبيرا من حياة الناس اليومية.
وأضاف: أن الحل لا يكون في إبعاد التلفزيون أو حجب القنوات الفضائية بل في إيجاد حلول بديلة لتشجيع التواصل العاطفي والنفسي بين أفراد الأسرة الواحدة والتركيز على إعطاء الطفل القيم الاجتماعية وتعريفه الصواب والخطأ وتقضي على أوقات الفراغ الطويلة التي يعيشها الأولاد معظم الوقت حتى لا يضطرون إلى قضاء معظم أوقاتهم أمام شاشات التلفزيون.
وأوضح: أن المسلسلات لاسيما الطويلة منها تؤثر على المتلقي وتعتبر من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي انعكست سلبا على بعض العلاقات الزوجية حيث ساهم بعضها في تغيير أمزجة بعض الأزواج تجاه زوجاتهم نتيجة مقارنتهم بين ما يرونه على شاشات التلفزيون من فتيات يبدين في كامل زينتهن وبين ما يرونه داخل بيوتهم وكذلك الحال لدى الزوجات اللاتي تقارن بين ما تراه أمامها من مشاعر رومانسية وبين ما يفعله زوجها معها وتشعر بأنها مظلومة عاطفيا,وربما أدى ذلك إلى حالات طلاق أو إلى دفع الزوج من الزواج بأخرى.
وأشار: إلى أن القنوات الفضائية أثرت أيضا على أمزجة الشباب المقبل على الزواج حيث لم يعد معظمهم الآن يبحث عن الزوجة لحسبها وجمالها ودينها كما جاء في الحديث.. قول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين:»تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» بل أصبح البحث الآن عن الزوجة التي تشبه ممثلة أو مذيعة بعينها وكذلك الحال عند معظم الفتيات اللائي أصبحن يحلمن بفارس أحلام يشبه نجما من نجوم السينما.
وقال: مسألة مكوث الأطفال أمام شاشات التلفزيون معظم الوقت لمشاهدة الرسوم المتحركة والقصص المستقاة من الخيال - والتي تدس السم في العسل – معظم الأوقات من أكبر المشكلات التي يمكن أن تؤدي إلى سلوك إجرامي وعدواني عند بعضهم وربما يساهم في انحرافهم.
وأضاف: من المهم أن تضع الأسرة حدا في التعامل مع القنوات الفضائية بحيث تختار القنوات الفضائية المناسبة لجميع أفراد الأسرة, وأن تكون أجهزة التلفزيون موضوعة في أماكن مشتركة ولا يسمح بالتلفزيونات داخل الغرف المستقلة لأن الكثير مما يعرض في القنوات الفضائية الآن موجه لفئة الشباب بطريقة غير صحيحة وإذا لم تستطع الأسرة اختيار البرامج الملائمة لأولادها، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية.