الإصغاء..وعزة النفس

الإصغاء..وعزة النفس

بقلم :سماح سلطان

قالت لي انها كانت تود أن تصغي إليها أمها ولو قليلا..بعد أن طلبت منها ذلك مرارا..
الأم كانت تقول :نعم ..إن شاء الله..وبعد فترة تنخرط في حياتها اليومية..
واستطردت وهي تعض على نواجذها:فقدت اعتزازي بنفسي وبحثت عن من يصغي إلي انتقاما من أمي .
كان هو البديل عرفته عن طريق الشات وبحت له بكل أسراري وأكثر وهأنا أرتجف خوفا بعد انفجار مسلسل الابتزاز..
وقالت الأخرى وهي تتحدث عن زوجها الشاب:
نعم..لقد طلبت الانفصال فعزة النفس دفعتني إلى ذلك فهو لايصغي الي ويعيش حياته بين الجريدة والتلفاز والكومبيوتر والأصحاب دون ان يعيرني اهتماما ..وكان لي ان بحثت عمن يصغي إلي .
بعد ما سمعت منهما توقفت لأتساءل :
هل يمكن لنا أن نتخلى عن إصغاء الآخرين وإيجاد الطرق التي نسمع فيها من قبل آخرين
في مكان آخر..
وهل الاعتزاز بالنفس وحده يشكل الحجر العثرة في ايجاد حل؟
ثمة اجابة على هذا السؤال ربما بشكل آخر..
ان قرار التخلي عن شئ ما (وهو هنا الاصغاء)
تصرف يمكن ان يسمح بالمضي قدما باتجاه ايجابي بدلا من الاندفاع إلى اتجاه معاكس..
يقودنا إلى ما لا نرضاه أو يرضاه المجتمع
فتحديد ما نريد بوضوح يقلل من احساسنا بالعجز
وتحديد ما نطلبه من الآخرين ..يجنبنا الغضب والاندفاع ويقلل الشعور بالحزن ويمنحنا العزة بالنفس ..ويدفعنا للبحث عن طرق تسهم في التواصل مع الاخرين ..كأن نشارك في الأعمال التطوعية او الدورات التدريبية او المساهمة في مساعدة الآخرين او القراءة الجادة او تكوين فرق لعمل الخير او..او..
أشياء كثيرة يمكن لها أن تعيد لنا عزة النفس ولا تجعلنا منفردين ..وعزة النفس هنا لا تعني التقوقع على الذات او المضي قدما في اتجاهات مغايرة بقصد الانتقام ممن لم يصغوا لنا.
ان الكثير من الناس يخلطون بين عزة النفس والتقوقع على الذات وكره الآخرين..وهذا خطأ كبير فعقيدتنا السمحاء تؤكد على المشاركة والتعاون وحب الناس.
والتعاطف والمؤازرة تنبع من أشخاص لهم تقدير حسن لفهم ذواتهم وفي نفس الوقت كلما ظهرت هذه المؤازرة نمت العزة بالنفس واشتعلت لتضئ للناس.
انني هنا أوجه رسالة لمن لا يصغون ولمن يطلبون الاصغاء..ولمن يعتزون بأنفسهم بالتقوقع ونبذ واغفال الآخر..
هذه الرسالة فحواها التآزر والمحبة وأخذ مسؤوليتنا ..وبقدر ما ننمي قدرتنا على المحبة ومساعدة الناس والتواصل بقدر ما نقوي تقديرنا لأنفسنا ..فهل نبدأ
نبضات مجنونة،،،
سيأتي اليوم الذي تشعر بقيمة عطاء قلبي..