جولة وتصوير خالد الكيال - الدمام
أسرة أم أحمد تنتظر الإنقاذ
لملمت أم أحمد وزوجها أغراضهما وحمل الزوج ابنه الصغير «أحمد» الذي يبلغ من العمر عاماً ونصف العام، فيما حملت الأم ابنتها مريم، ذات الـ 20 يوما فقط، وتوجهت العائلة صوب حديقة ابن خلدون في الدمام، ليس للنزهة فيها، ورؤية مناظر طبيعية تشرح القلوب، وإنما للإقامة الجبرية في إحدى زواياها، غير مبالين بدرجة الحرارة المرتفعة، التي تلامس الـ45 درجة مئوية أو درجة الرطوبة العالية، التي تكاد تخنق الكائنات الحية.أسرة أم أحمد، على صغر عدد أفرادها، إلا أنها أسرة غير سعيدة بالمرة، تعيش على المساعدات والصدقات من الأهل والجيران ليس لسبب سوى أن الزوج لا يجد عملاً يرتزق منه، والأم، ربة منزل ” بلا منزل» وليس بإمكانها العمل وترك ابنيها ولضعف الدخل، سكنت الأسرة في حجرة صغيرة داخل منزل والد الزوجة الذي يضم 9 أسر بالتمام والكمال، بأبنائها من ذكور وإناث، تعود هذه الأسر إلى أشقاء الزوجة الذكور الذين ضاق بهم المنزل فأجمعوا كلمتهم على طرد شقيقتهم من المنزل هي وزوجها، في فترة النفاس.
معاناة
وتبكي أم أحمد وهي تحكي قصتها مع الفقر والعوذ، وتبكي أكثر عندما ترى كل زوجة تعيش في كنف زوجها، معززة مكرمة، فيما هي لا تجد حائطاً، تستتر وراءه هي وأسرتها، وتقول: عندما ضاق بيت والدي بالأسر التي تعيش فيه أعلن أخوتي الذكور أنني من المفترض أن أعيش في منزل يوفره لي زوجي وعندما كنت حاملاً، انتظروا بقائي في المنزل حتى أضع وبمجرد أن وضعت ومر نحو 20 يوماً على إنجابي طفلتي «مريم»، أمروني بالخروج من المنزل أنا وأسرتي، فلم نجد سوى حديقة ابن خلدون للإقامة فيها، تحت درجة حرارة قاتلة في الصباح، ورطوبة خانقة في المساء.تعود الزوجة للبكاء من جديد، وهي تنظر إلى صغيرها أحمد، وشقيقته يتنفسان بصعوبة بالغة،
إصابات
وتضيف أم احمد:بأن أحمد أصيب بضربة شمس من الحرارة التي يعيش فيها صباحا ومساء، وذهبنا إلى الطبيب، الذي أعطاه أدوية، ونصحنا بعدم التعرض به للشمس ثانية، وإلا كان الشلل من نصيبه، ولا شك أن الخطر كما يحوم حول أحمد، وعمره عام ونصف العام، فهو يحوم بمريم ويهدد حياتها، خاصة أن عمرها لم يتجاوز 20 يوماً فقط.
رفض
وقال الزوج: إن جمعية البر رفضت تقديم أي مساعدات لنا، بداعي أن لدينا ولدين فقط، ولا يدري مسؤولو الجمعية أن الفقر ليس بعدد الأولاد، ولا يدرون أيضاً أننا الآن نعيش داخل حديقة عامة، في شهور الصيف الحارقة، متسائلاً هل أنجب ستة أو سبعة أبناء حتى أنال دعم الجمعية؟ هل أقطع يدي أو قدمي حتى يدركوا أنني أحتاج المساعدة؟! مشيراً إلى أنه لا يملك أي إثبات هوية، يمكنه من العمل في أي شركة أو مؤسسة ولا يملك شهادات، وإننى عملت لفترة بسيطة في إحدى الشركات في الأمن كموظف أمن قبل أن يأمروني بالرحيل، وكأنني ليس مواطناً لي حق العمل والكسب والعيش مثل كل البشر .
أمنية
وأم أحمد تطلب بيتاً تعيش فيه هي وأسرتها، يؤيهم ويقيهم حر ورطوبة الصيف وبرد الشتاء.