أهمية السيرة الذاتية الجيدة
السيرة الذاتية السيئة والضعيفة لن تترك أي انطباع لدى صاحب العمل المعني الذي ينبغي على الباحث عن العمل أن يركز عليه هو كتابة "السيرة الذاتية الجيدة". وهي عبارة عن وثيقة واضحة وموجزة ذات تصميم جذاب تتحدث بشكل كثير عن قدراتك وتصميمك الحصول على الوظيفة. أن صاحب العمل لا يريد مقابلة كاتب مثل هذه الوثيقة .
أولا، تعالوا نعرف السبب الذي يجعل من كتابة السيرة الذاتية مرحلة في غاية الأهمية طوال عملية التوظيف:
* قد يتلقى صاحب العمل مئات الطلبات لشغل وظيفة واحدة. وعلية اختيار عدد بسيط من الأشخاص لحضور المقابلة الشخصية. لذلك فالمعيار الوحيد المتاح لصاحب العمل للاختيار بينك وبين المرشحين الآخرين هو جودة السيرة الذاتية والرسالة المرفقة.
* خلال المقابلة الشخصية، ربما تمثل سيرتك الذاتية مصدر المعلومات الوحيد المتوفر لصاحب العمل وبالتالي فإن العديد من أسئلته ستكون مبنية على مضمون هذه السيرة الذاتية. لذلك ينبغي أن تشتمل السيرة الذاتية على كافة المعلومات (على الأقل في شكل ملخص وشامل) التي تود إبرازها ومناقشتها مع صاحب العمل و ينبغي عليك أن تتأكد أيضا أنك قمت بمراجعة سيرتك الذاتية مؤخرا وتستطيع الإجابة على أي أسئلة حول محتوياتها.
* عادة ما يقابل أصحاب الأعمال عددا كبيرا من المرشحين وربما يرجعون إلى سيرتك الذاتية مرة أخرى بعد انتهاء المقابلة الشخصية لتذكير أنفسهم بمهاراتك وقدراتك تساعدهم في عملية اتخاذ القرار النهائي.
* تشكل سيرتك الذاتية عاملا هاما في التفاوض بشأن الراتب بينما قد تستخدم كمرجع لمهاراتك وخبراتك اللذين يمثلان العامل الهام في اتخاذ القرار حول مستوى الراتب.
مضمون وشكل سيرتك الذاتية
أصحاب الأعمال يريدون الحصول على أهم المعلومات عن مهاراتك وخبراتك السابقة ومؤهلاتك التعليمية ونوعية شخصيتك. كما أنهم بحاجة إلى عناوين الاتصال الحالية لكي يتصلون بك إذا أعجبتهم المعلومات الواردة في السيرة الذاتية.
أما من ناحية شكل السيرة الذاتية، فإننا نوصي باستخدام الترتيب التقليدي لها وهو: عناوين الاتصال، الخبرة العملية، المؤهلات التعليمية، الإنجازات والعضوية في المؤسسات والهيئات المختلفة، المهارات (يما في ذلك اللغات) والاهتمامات الشخصية. إذا كان الباحث عن العمل من خريجي الجامعة الجدد وليس لديه خبرة مناسبة في العمل، يأتي الجزء الخاص بالمؤهلات التعليمية قبل الجزء الخاص بالخبرة العملية. ينطبق هذا أيضا على الباحثين عن العمل المتقدمين لشغل وظيفة أكاديمية حيث أن المؤهلات التعليمية هي الأهم.
المحتوى الأساسي لسيرتك الذاتية يجب أن يكون كما يلي :
معلومات شخصية وعناوين الاتصال: ينبغي أن يشتمل هذا الجزء على الاسم الكامل، الجنسية، تاريخ الميلاد، عناوين الاتصال بما في ذلك رقم الهاتف للاتصال أثناء النهار، رقم الهاتف النقال (إن وجد) وعنوان البريد الإلكتروني الذي تراجعه باستمرار.
الهدف: انقسم الرأي بين مستشاري التوظيف حول ما إذا كان ينبغي أن تشتمل السيرة الذاتية على التصريح الافتتاحي او الموضوعي هذا الجزء يستهدف إعطاء الباحث عن العمل الفرصة لتلخيص أهم مميزاته وطموحاته في سطرين وذلك بهدف لفت انتباه صاحب العمل لكي يتابع قرأة باقي أجزاء السيرة الذاتية. نصيحتنا هي أنه إذا كان لديك شيئا تقوله بشرط أن يكون جديدا ومناسبا للوظيفة التي تتقدم لشغلها فيجب عليك أن تذكرها وإلا فلا تكتب أي شيء في هذا الجزء.
الخبرة العملية: ينبغي ترتيب خبراتك العملية بحيث تذكر آخر وظيفة أولا ثم تذكر الوظائف السابقة بالتفصيل وبتسلسل زمني عكسي، على أن تبدأ بتاريخ الوظيفة. أما وصف الوظيفة فينبغي أن يكون موجزا ويتضمن مستلزمات الوظيفة ومسئولياتك ومنجزاتك. ينبغي استخدام الأفعال القوية لوصف منجزاتك مثل: لقد طورت، لقد قمت بتنسيق وما إلى ذلك من الأفعال المماثلة، كما ينبغي عليك استخدام الأمثلة والمعطيات التي تدعم ما تقول بقدر الإمكان. مثلا تقول لدي مهارات تسويق ممتازة فقد طورت مبادرة تسويقية جديدة لقسم الكيماويات أدت إلى تحقيق عائدات إضافية بلغت 50000 دولارا أمريكيا.
إذا كانت هنالك فترة كبيرة بين الوظائف التي تقلدتها فينبغي عليك أن تذكر أنشطتك في ذلك الوقت كأن تقول أنني كنت مسافرا، أو كنت أقوم بأعمال خيرية أو كنت في دورة تدريبية، فهذا أفضل من ترك تلك الفترات بدون شرح.
المؤهلات التعليمية: ينبغي أن يتم ترتيب المؤهلات التعليمية بتسلسل زمني عكسي حيث يتم إبراز أحدث المؤهلات. ينبغي عليك إدراج معلومات عن المؤسسات التي درست فيها والتقديرات التي حصلت عليها (على الرغم من أنك إذا كان لديك مؤهلات متقدمة متعددة مثل الدراسات العليا، فليس من الضروري أن تذكر تقديرات شهادة الثانوية العامة أو ما شابه ذلك). كما ينبغي عليك أن تذكر أي دورات تدريبية تحضرها حاليا لأن هذا يوضح أنك مهتم بتطورك المهني.
الإنجازات والعضوية بالمؤسسات المختلفة: إذا كان لديك منجزات أخرى أو عضوية في مؤسسات مختلفة تلقي الضوء على مهاراتك ومسئولياتك الفريدة خارج بيئة العمل، فينبغي أيضا ذكرها في السيرة الذاتية. على سبيل المثال أن تذكر أنك فزت أو حققت المركز الثاني في مسابقة أفضل مقاول أعمال في العام. أو أنك كنت أو مازلت رئيسا لناد أو جمعية خيرية أو عضوا في الجمعية الأوروبية للمستشارين الماليين إلخ. كل هذه معلومات تهم صاحب العمل كما أنها مفيدة جدا للخريجين الجدد الذين يفتقرون إلى خبرة العمل الفعلية.
الاهتمامات والمهارات الشخصية: يهتم أصحاب الأعمال أيضا بمعرفة معلومات عن شخصيتك وعن اهتماماتك لأنها تعطيهم فكرة عن واضحة عنك فكر جيدا فيما ينبغي أن تذكره في هذا الإطار (أنشطة العمل في الفريق تبين أنك شخص يمكنه العمل كجزء من فريق عمل، الأعمال الخيرية تبين أنك شخص تهتم بالآخرين وبالمجتمع إلخ.) وينبغي بوجه عام أن يكون هذا الجزء قصيرا ومركزا وهذا الجزء مهم أيضا حيث يمكنك أن تذكر فيه اللغات التي تتحدثها (ومستوى إتقانك لها) أو اللغات التي تتعلمها حاليا (ما لم يكن ذلك واضحا في مؤهلاتك العلمية).
المراجع: عادة لا يجب ذكر المراجع في السيرة الذاتية. بل يجب أن تشير إلى أن المراجع موجودة عند الطلب.
لا تذكر أي معلومات عن رواتبك السابقة أو الراتب الذي تتوقعه من الوظيفة التي تتقدم لشغلها. لا تذكر سبب ترك وظائفك السابقة ولا تنتقد زملاءك السابقين أو أصحاب العمل.
أسلوب وشكل سيرتك الذاتية
لكي تصبح في شكل وثيقة نهائية مرتبة ومنظمة وجذابة. لكن إذا كنت ترسل سيرتك الذاتية الكاملة لصاحب العمل كمرفقات ينبغي عليك أن تضع المعلومات الآتية في الاعتبار:
تذكر أن صاحب العمل الذي لديه مئات السير الذاتية سيقوم في البداية بتصفحها – ليس قراءتها - لكي يعثر على المعلومات ذات الصلة. لذلك، إذا كانت سيرتك الذاتية طويلة وغير مرتبة ويصعب قراءتها، فمن المرجح أن يتجاهلها صاحب العمل. لذلك إليك بعض النقاط الهامة:
* استخدم معالج الكلمات لكتابة السيرة الذاتية في بعض الاحيان . قد تطلب الشركة كتابة الرسالة التمهيدية باليد، لكنها تشترط طباعة السيرة الذاتية.
* أبقي سيرتك الذاتية الى حد أقصى جانبين على صفحة مقاس A 4 ولا تطبع على وجهي الورقة واستخدم أوراق من نوعية جيدة.
* كن مختصرا، واضحا واستخدم لغة بسيطة (بالرغم من أنه ينبغي عليك أن توضح أن لديك معرفة بلغة معينة وتعبيرات قوية وجديدة لها صلة بالموضوع. كن إيجابيا في كتاباتك.
* اكتب سيرتك الذاتية بشكل مرتب. استخدم نوعية خط واحدة في كافة أجزاء الوثيقة. تأكد من قواعد اللغة والهجاء.
* فرق بوضوح العناوين والاسماء لكي تساعد صاحب العمل على تحديد المعلومات المهمة بسرعة . استخدم التعداد النقطي والجمل القصيرة لكي لتسهل الوصول إلى المعلومات ولكي تضيف تأثيرا جيدا على العرض.
* من الأفضل أن يكون لديك نسختين من سيرتك الذاتية لأن تصميمها غالبا ما يفقد عند إرسالها بالبريد الإلكتروني عبر الانترنت. اكتب سيرة ذاتية بتصميم جيد حيث يمكن إرسالها بالبريد إلكتروني كوثيقة واعادة كتابة نسخة أخرى بتصميم نصي لكي يمكن نسخها ولصقها في مجالات السير الذاتية على الانترنت.
* اطلب من شخص آخر قراءة سيرتك الذاتية، لأنك ربما لا تلاحظ الأخطاء اللغوية والمطبعية وعادة ما يكون الرأي الآخر مفيدا.
من المفيد أيضا تصميم سيرة ذاتية لكل وظيفة تتقدم لشغلها (خدمة موقع headhunt-me.com تمكنك من تعديل أو تحديث سيرتك الذاتية وقتما تريد). عادة ما يكون صاحب العمل قد حدد وصف الوظيفة ويبحث عن سيرة ذاتية تطابق هذا الوصف بقدر الإمكان. ينبغي عليك أيضا أن تقوم بإجراء بحث عن الشركة قبل إرسال سيرتك الذاتية إليها (أسهل طريقة لعمل ذلك هي مراجعة موقع الشركة على الانترنت أو قراءة أي مادة تسويقية خاصة بمنتجات الشركة) فهذا يعطيك معلومات مفيدة ورؤية واضحة عن الشركة قبل أن ترسل سيرتك الذاتية لها.
وأخيرا، تذكر أنه على الرغم من أن هذه الوثيقة تعطي خطوطا عريضة مفيدة إلا أن العنصر الأساسي في السيرة الذاتية الجيدة هو قدرتها على أن تنقل إلى صاحب العمل فكرة حقيقية عنك وعن شخصيتك. لذلك فنصيحتنا لك هي أن تدرج كافة العناصر المذكورة في هذا القسم ثم تأكد أنك دونت كافة مهاراتك وطموحاتك التي تجعل منك شخصا متميزا.
وسام 
موضوع: الـسـيرة الـذاتـيـة ... اهميتها ومحتواها 
1/6/2011, 10:16 pm
