يمني الكثير من الأشخاص أنفسهم بأن يأتي اليوم الذي ما إن يرن فيه المنبه في السادسة صباحا، حتى يقفزوا من
أسرتهم لينطلقوا بحيوية ليوم نشيط وموفق، متغلبين بذلك على موجات الكسل التي تنتابهم في الصباح. ولكن إلى أن يأتي هذا الصباح الذي تتحقق فيه أمنيتهم في استيقاظ حيوي ونشيط دون الدخول في حرب مع سلطان النوم، يحتاج المرء الى آكتساب آستراتيجية خاصة ، تتلاءم مع تكوينه البدني والنفسي. فهل يحتاج الفرد فعلاً لأكثر من فنجان من القهوة السوداء أم حمام بارد ليستيقظ؟
إليك بعض النصائح المساعدة لمحاربة البقاء في السرير ولبدء يوم نشيط:
من الأخطاء الأكثر شيوعا أن الإنسان يمكن أن يعوض نومه الناقص في عطلة نهاية الأسبوع أو بالذهاب في اليوم التالي للنوم لساعات آضافية، والحقيقة هي أن الجسم يحتاج من سبع إلى ثماني ساعات يوميا، وتعويض النوم لاحقا يمكن أن يحقق فقط مزيدا من الراحة للبدن لكن لا يعوضه أو يبعد مساوئه، لذا يستحب تمرين وبرمجة العقل على الذهاب للسرير في وقت محدد و باكرا، بحيث ألا تقل ساعات النوم عن ست ساعات.
2. الضوء مساعد للإستيقاظ:
الضوء يقوم بضبط الساعة البيولوجية داخل الإنسان، والظلام يدفع الى آفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن آزدياد التعب
والرغبة في النوم، وضوء أشعة الشمس من ناحية ثانية ينشط الدورة الدموية ويحيها، بناءا على هذا يفضل أن لا تنزل كل الستائر في غرفة النوم، بل تترك إلى النصف أو بأي شكل أخر على أن تسمح بمرور الضوء صباحا في حالة وان كان الوقت ربيعا أو صيفا، أما شتاءا فيجب الآعتماد الكلي على المنبه اذا كان خارجا لازال مظلما.
3. عدم التفريط في وجبة الإفطار :
فطور صحي لا يجعل من الشخص مستيقظا بل يعطي لجسمه الطاقة اللازمة التي تساعده على تحمل أعباء اليوم، لذا وجب الحرص على تناول أطعمة غنية بالفيتامينات وليس فقط الآعتماد على كأس قهوة مع الكثير من السكر،
ويمكن تناول قطعة موز مثلا أو شرب عصير (يفضل أن يكون طازجا) ولا بأس بمصاحبة الفطور ببعض المكسرات بآعتبارها موردا حقيقيا للطاقة، ان كنت على عجلة من أمرك.
آبدأ يومك بتدريبات بسيطة على السرير بشبك اليدين خلف الرأس أو تركها ممتدة وصولا الى الساقين، أو حسب ما يروق لك من حركات تحفظها عن ظهر قلب، المهم أن تحاول آعادة النشاط الى الدورة الدموية وتقوم من سريرك.
مباشرة بعد الآستيقاظ من النوم تناول كوب صغير من الماء، درجة حرارته تتناسب مع حرارة الغرفة وليس باردا مثلجا، من أجل تعويض السوائل المفقودة من الجسم أثناء الليل وللسماح للدماغ بمزاولة مهامه بطاقة أكبر.
برمج المنبة بـ 10 دقائق قبل الوقت المحدد لآستيقاظك، ويمكن آستغلال هذه الدقائق في أن تصحو ببطء أو تذهب للمطبخ مثلا وتعد لنفسك عصيرا أو تسخن ماءا للشاي وهكذا...ضع ملابسك خارج الدولاب وآرفع الستائر خلالها أو آسمع أخر المستجدات من الأخبار، وبالتدريج تنشط وتكون مستعدا ليوم جديد.
اذا كان لدى المرء دائما صعوبة في الآستيقاظ صباحا رغم ألف منبه، فينصح بزيارة الطبيب، لأن من المحتمل أن يكون ضغط الدم المنخفض هو المسؤول عن تعبه المزمن والذي يحيله عن آستقبال يومه بنشاط دائما.