الملاحظة الثالثة ولكن هذا لا يعني أن كل أزواج النبي صلى الله عليه وآله أو أن بعض أزواج النبي لم تكن
لهن مواقف ثبت خطأها، ولكن إثبات الخطأ لبعض مواقف أزواج الأنبياء شيء والإهانة والإساءة
والتعرض لعرضهن شيء آخر، وهذا ما أريد أن أشير إليه في جملة واحدة.العلامة الألباني في (سلسلة
الأحاديث الصحيحة، ج1، القسم الثاني، ص854) بعد أن يشير إلى الحديث المعروف، حديث الحوأب،
أيتكن تنبح عليها كلام الحوأب، وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد، ولا إشكال في متنه، فإن قلت:
كيف يمكن أن عائشة فعلت ذلك، فإن غاية ما فيه أن عائشة لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، يقول
الألباني: بعد أن رأت هذه العلامة الفارقة التي أشار لها رسول الله كان عليها أن ترجع، ولكن الحديث يدل
على أنها لم ترجع، ويقول وهذا هل يليق بأم المؤمنين عائشة أم لا يليق؟ يقول: وجوابنا أنه ليس كل ما يقع
من الكمل يكون لائقاً، قد يصدر منهم ما لا يليق بهم، يقول: لأننا لا نعتقد بعصمة أزواج النبي الأكرم
(صلى الله عليه وآله)، ولذا يقول: والسني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه، الآن نجد على بعض
الفضائيات وكأنه لا يحق لنا أن نذكر الحقائق التاريخية، لا، نذكر ولكن من غير إهانة، من غير تسقيط،
من غير انتقاص، من غير تعرض لعرض أزواج النبي. يقول: ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ
من أصله، هذا العلامة الألباني يقول، (سلسلة الأحاديث الصحيحة) يقول كان خطأ من أصلة، يقول:
والشاهد ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي عند الحوأب ولكن الزبير أقنعها بترك
الرجوع بقوله: عسى الله أن يصلح بك بين الناس، يعني اجتهدت فأخطأت، الآن ليس بحثنا أنها اجتهدت أو
لم تجتهد، أنها مؤاخذة أو غير مؤاخذة، المهم أن العلامة الألباني يصرح أن خروجها كان خطأ، ولا نشك
أنه مخطأً في ذلك أيضاً، يعني أن الزبير كان مخطأ، والغريب أننا نجد على بعض الفضائيات البائسة واقعاً
أنه إذا قال بعض علمائنا وبعض أعلامنا أن الزبير أخطأ في الخروج على علي يقولون بأنه انتقص
الصحابة، وهذا الألباني يقول بأنه أخطأ، يقول: والعقل يقطع بأنه لا مناص بالقول بتخطئة إحدى الطائفتين
المتقاتلين، يعني في الجمل، اللتين وقع فيهما مئات القتلى، ولا شك أن عائشة هي المخطئة، لا شك في ذلك،
لأسباب كثيرة وأدلة واضحة ومنها ندمها على خروجها، يقول هذا خير شاهد على خطئها وإلا لماذا تندم،
ولذا ينقل رواية، يقول: وقد أظهرت عائشة الندم كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن ابن أبي
عتيق عن أبي بكر وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قالت عائشة لابن عمر:
يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري، قال: رأيت رجلاً غلب عليك، يعني الزبير، فقالت: أما
والله لو نهيتني ما خرجت. إلى أن يقول العلامة الألباني، وقال أيضاً إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال:
قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، كانت تريد أن تدفن إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه
وآله)، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حدثاً، هذا إقرار من عائشة أنها أخطأت، ما
هو الحديث؟ هو يقول: ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع، قلت - العلامة الألباني-: تعني بالحديث مسيرها
يوم الجمل، فأنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك، هذا حديث آخر.
وخلاصة ما تقدم وهو أنه أساساً لابد أن نمشي على هذا الصراط المستقيم وأنا أدعو كل أخواني وأبنائي من
الخطباء والعلماء وأهل المنبر والفضائيات أن لا يستمعوا لهؤلاء الجهلة من هذا الطرف أو من ذاك الطرف
وهو الطعن بعرض النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو الإساءة أو الاهانة، ولكن هذا لا يعني أن
بعضهن لم تخطأ وأنها ندمت على ذلك
<<<يتبع
نسألكم الدعاء